أين هي الخصوصية؟

لا اصدق شخصياً بوجود مايسمى “خصوصية” على شبكة الانترنت .. وما نراه يثبت أن الشبكة العالمية اضحت فضاءً مكشوفاً يباع ويشرى مقابل المال أو الاغراض السياسية ..
وما حدث في قضية البلاك بيري شاهد على هذا،

المشكلة مع “ريم” باختصار

مشكلتنا مع شركة ار اي ام الكندية لها عدة جوانب،
فالشركة تقوم بتخزين البيانات والرسائل في خوادم في الخارج وتقوم باستخدام اساليب تشفير قوية، وهذا يصعب على عدة جهات أمنية تتبع أو رصد أي استخدامات غير سليمة
اضف إلى ذلك أن الجهاز صمم تحديداً ليناسب شريحة كبيرة من رجال الأعمال ورجال الدولة وصناع القرار، وبالطبع حفظ معلوماتهم التي يتناقلونها وتخزينها في الخارج خطر قد يضر بالمصلحة العامة إذا وصلت هذه المعلومات لجهات غير امينة
أو تم عقد بعض الصفقات لأي سبب مستقبلاً

ومن هنا يتحتم على الدول طلب التغييرات التي يرونها مناسبة لحماية رعاياهم وحفظ خصوصيتهم كما قامت هيئة تنظيم الاتصالات في الامارات بقرار الايقاف.

الشركة الكندية تمسكت سابقاً وتعنتت، ورفعت شعار خصوصية العملاء وتشفير المعلومات ، وتعهدت بهذا سابقاً لعملائها،
وهاهي ترينا شيئاً فشيئاً رضوخها لكشف معلوماتهم لجهات معينة ..
وببساطة .. تبيعهم ..

وهذا يظهر ايضاً أن الوثوق بسرية المعلومات وخصوصية العملاء على الانترنت بات صعباً للغاية،

ولست اناقش هنا احقية الحكومات في مراقبة بيانات رعاياها .. فأنا أؤيد هذا تماماً، لإيماني أنه في الواقع الحالي لا وجود حقيقي لشيء اسمه خصوصية اصلاً، وبالتالي طالما أن هناك من يرى ويسمع، فمن باب أولى أن يكون لدى دولتنا أيضاً الحق وامكانية تتبع ما يجري في اراضيهم، والاخطار الكثيرة تحتم علينا التنبه والبقاء في حالة تأهب والمراقبة ..

لكن ماتقوم به شركات كالـ آر آي ام الكندية، يؤكد نظرياً عدم وجود ما يمنع بيعهم هذه الخصوصية لجهات اخرى، امام انظار الاعلام أو من خلفه، لتحقيق مكاسب مادية اضافية أو التخلص من ضغوط معينة

قطع البلاك بيري؟

شخصياً، اتمنى بقوة أن تقطع خدمة البلاك بيري تماماً في الامارات، مع ثقتي القوية أن التسوية في طريقها ..
لكن رغبتي في أن تقطع الخدمة .. لأن خطابات مسؤولية وطريقة تعاملهم معنا كانت سيئة بكل المقاييس ..
ولأن الجهاز هذا يقل ذكاء بكثييير في رأيي عن هاتف التفاحة (الآي فون)
وبالتالي أتمنى أن ينتقل العملاء لماهو أذكى من التوتة السوداء ..


هل أعجبك هذا الموضوع؟