الصورة من موقع:
[fragrance-of-a-rose.blogspot.com]

“انا كفيناك المستهزئين”

قال الله تعالى: “ورفعنا لك ذكرك” …
فمهما حاول العابثون خفض هذا الذكر، سيجعل الله محاولاتهم واموالهم واحقادهم (سبباً) في رفع ذكر رسول الله في الدنيا والآخرة !

اما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. فشمس ساطعة، وحقيقة ناصعة، وتاريخ مسطّر لا يستطيع (عاقل) القدح (ولو بشعرة) فيه…

يسيء المسيء لنفسه، ولمصداقيته، وقيم امّته.. عند حديثه عن رسول الله بما ليس فيه وبما لا يليق !

بعد وعد الله بـ “انا كفيناك المستهزئين” .. صار اجتهاد المسلمين للدفاع عن النبي.. شرف (يوفّقون) اليه.

ارادوا الاساءة اليك…. فاراد الله ان (يستخدمهم).. ليخدموك !!

كتبت مقالاً سابقاً بعنوان:
(5 خدمات خدم بها القس تيري جونز الاسلام من حيث لا يشعر)

والخدمات التي قدمّها القس جونز للاسلام بالامس بمحاولته حرق القرآن، يقدمها اليوم كل كافر مسيء.. لله ولرسوله.
فسبحان من سخّر للخدمة أفواهاً تريد ان تطفئ نور الله !!

 

وتأمل معي،،
عندما يخرج احدهم فيلماً يسيء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فانه يوجّه في ذات الوقت دعوة للمشاهد للقراءة حول هذا الشخص ومن هو.
بل وسؤال اتباعه عنه.. ومالذي يدفعهم لاتباعه؟ وهل ما سمعوه او رأوه حقاً.. فيه؟

فلا يعقل ان تغيّب حقيقة من جاء بالدين.. الاسرع انتشاراً،
ولا يعقل ان تغيّب حقيقة اكثر من بليون شخص على وجه الارض هداهم الله باتّباع الرجل الاعظم على مرّ التاريخ.

تكون ارادة المسيئين للاساءة.. مفتاح.. لارادة الله للملايين السعادة..
ويتّبع الناس افواجاً.. رسول الله

رسالة للمسلمين

في معركة اليمامة، كان القائد خالد بن الوليد ينادي بـ “وامحمداه”، وكان لها عظيم الاثر في قلوب المؤمنين، وفي النصر يومها.
اليوم، والمسلمون في حالة شتات كبير، وانشقاق واختلاف في قضايا كثيرة،
يسخّر الله ما يجمع كلمتهم بـ “وامحمداه”، وبـ (محبة رسول الله).. وهذه حقيقة واضحة للعيان.

هي رسالة للمسلمين، للالتفاف حول رسول الله، ورحمة من الله بأمّة نبيّه.

بين الاساءة .. والاساءة

والحقيقة المرّة التي يجب ان يعترف المسلمون جميعاً بها، ويصحّحونها (والمسؤولية لكل فرد).. انّا نحن من اساء اولاً، قبل المبغضين بهذه الاساءات:

1) التقصير في التعريف برسول الله

فلو لم يكن هناك تقصير في نشر المعرفة برسول الله في مجتمعات المسيئين، لرأينا قيام اهل الملل الاخرى والعقائد المختلفة حتى بالدفاع عنه ورفض اي اساءة كاذبة واضحة عن نبي كريم يعرفونه.

2) افعالنا.. (فيلم) يوميّ يعرض امامهم

نحن من اسأنا ايضاً، بافعال البعض منّا، التي تجسّد في الحقيقة (فيلماً) حيّاً مباشراً يعرض يومياً.. امامهم..
صورة رسول الله في اعمالهم.. (اقتبسوها وكوّنوها) او (برّروها) من افعال المسلمين ..
يرون التطرّف والسباب والاخلاق السيئة (فينا)، فيعبّرون عمّا يرون.
ولو رأوا خلاف ذلك.. لاندفعوا او (اجبروا) للتعبير على نحو مختلف تماماً.

3) ردود الافعال على الاساءة،، بالاساءة

نحن من اسأنا ايضاً بـ(ردود افعالنا) تجاه الاساءة، وخالف الكثير منّا المنهج النبوي في التعامل بالحكمة
وهنا نحتاج الى وقفات كثيرة، غير الاكتفاء بوقفات حرق الاعلام، وسب المسيئين.

قم بترويض مشاعرك.. وحوّلها لـ مشاريع

أحد ابرز التحدّيات التي تواجه الامّة اليوم في نظري:
هو: (ترشيد المشاعر، والتحرّك بمنهج وتبصّر)

ولعل من اجمل ما سمعت في الرد على الاساءات المتكرّرة للمبغضين لدين الله، قول ا.طارق الحبيب:
“اجعل مشاعرك مشاريع” …
فمشاعر الغضب اذا اخرجت على غير هدى، وبدون منهج صارت في حد ذاتها “اساءة” اخرى !

نعم، حوّل غضبتك لرسول الله.. إلى مشروع ينصره..

وجود المحبّة والغضب لرسول الله علامة لحياة الأمة، ولوجود خير كبير فيها.

ولكن تذّكر:
ان علامة صدق غضبك لله.. ان تنفذ هذا الغضب بما يحب، وبما لا يكره. والّا صارت تناقضاً وكذبا.
تذكّر ان مشاعرك، وردود افعالك في غضبك لرسول الله، ليست ملكاً لك، ولا رهن تصرّفك، بل هي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بـ (تحكيمك لرسول الله)، ثم (تسليمك التام) لأوامره ولمنهجه.

كما كان غضبك صادقاً وقويّاً.. اجعل ردّك قوياً حكيماً.. وصادقاً.

مشاريع مشروعة لنصرة رسول الله:

1- ابدأ بنفسك

فأنت احد النماذج التي تسيء او تحسن لرسول الله في اعين الناس، وتؤثّر في (صحة جسد الأمة الواحد)
اصلح صورة رسول الله فيك وفي افعالك.. تنصره،
وهذه النقطة الأهم، ولها اعظم الأثر.

2- عرّف المسلم وغير المسلم برسول الله

اشترك في اسماعهم دعوته او سيرته كلّ ما استطعت ذلك،
قم باستغلال هذه الاساءات المتطرّفة (وقد قدّر الله حدوثها) في فتح (باب) كبير للحديث حول الاسلام مع اي شخص،
فهي تعطيك الفرصة (لابتداء اي محادثة) وتسهّل لك التعريف بالرسول الكريم.
والوسائل كثيرة، تحرّك بما تملك مما وهبك الله من مال وعلم وفكر.

3- قم ايها العالم والاستاذ والموجّه بترشيد ردود الفعل

وللعلماء دور في توجيه الناس للطرق الانسب لنصرة رسول الله وفق منهجه النبوي، والالتزام بها اولاً، وهو الاهم لأنهم القدوة والخلفاء عن رسول الله.

4- التحرّك القانوني الدولي نحو استحداث قوانين (تجرّم) اي مساس بمقدّساتنا وانبياءنا، وايقاف المسيئين.

من الوسائل الحضارية، والعمليّة، القيام برفع قضايا قانونية، من الدول، والمؤسسات الاسلامية، وممن يملك ذلك.
لوضع ضوابط اخلاقية لحريّات الرأي، وعدم المساس بما لا يصح المساس به.

فليرفع اهل الاسلام جميعاً دعوى ضد من اساء.. لأغلى من يحبّون !

طبت حيّاً وميّتاً يارسول الله،،،


هل أعجبك هذا الموضوع؟